المصدر: جريدة الاهرام 17/3/2016
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس أهمية استفادة مصر من التجربة اليابانية فى التعليم ومتابعة نتائج زيارته لليابان والبناء عليها وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين المصرى واليابانى لإقامة شراكة فى مجال التعليم.
جاءت تصريحات الرئيس خلال اجتماعه أمس بأعضاء المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى برئاسة الدكتور طارق شوقي، المشرف على الأمانة التنسيقية للمجالس التخصصية التابعة لرئاسة الجمهورية.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة بأن الرئيس عرض خلال الاجتماع نتائج زيارة إلى اليابان فيما يتعلق بالشق الخاص بنظام التعليم الياباني، مشيرا إلى اهتمام ذلك النظام بالجانب الأخلاقى والقيمى وغرس روح العمل الجماعى فى نفوس النشء، فضلاً عن بث قِيَم التحلى بالدقة والاتقان والانضباط وإبراز الجوانب الجمالية، بالإضافة إلى جودة المناهج الدراسية وتعظيم دور المعلم الذى يمثل القدوة والمَثَل الأخلاقى والتعليمى للطلاب.
وأشار الرئيس إلى المتابعة الدقيقة التى يتيحها نظام التعليم اليابانى والتى تضمن استمرارية جودة النظام التعليمى وتطبيق المنظومة الأخلاقية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الدكتور طارق شوقى استعرض عدداً من المشروعات التى قام المجلس بدراستها وإعدادها وتنفيذها، ومن بينها «مشروع المُعلمين أولاً» والذى يجرى تنفيذه بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو فى إطار برنامجها لإعداد المعلمين، وبتمويل قدره 60 مليون جنيه مُقدَمة من صندوق تحيا مصر.
وأوضح الدكتور طارق شوقى أن البرنامج يُعنى بتطوير أداء المعلمين والارتقاء به وزيادة قدراتهم على إيصال المعلومات وتطوير نظم الاختبارات وتقييم الطلاب
وذكر السفير علاء يوسف أن الدكتور طارق شوقى قدم خلال الاجتماع تقريراً عن متابعة تنفيذ مشروع "بنك المعرفة المصري" الذى تجاوز عدد زائريه منذ إطلاقه ثمانية ملايين زائر.
وأوضح الدكتور طارق شوقى أن المشروع لا يتوقف عند حدود إتاحة المحتوى المعرفى والعلمي، ولكنه يمتد ليشمل التعاون والتنسيق مع كبار الناشرين الدوليين لإعداد دراسات فى مختلف مجالات البحث العلمى المتنوعة وتحسين طرق تدريس الرياضيات والعلوم، بالإضافة إلى التنسيق الجارى مع الوزارات المعنية مثل التربية والتعليم، والتعليم العالى والبحث العلمي، والشباب والرياضة، والثقافة لتعظيم الاِستفادة من مشروع بنك المعرفة المصرى وتنسيق جهود مختلف مؤسسات الدولة ذات الصلة بالتعليم والبحث العلمي.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الدكتور طارق شوقى استعرض كذلك ملامح "المشروع القومى لتعليم مصرى جديد" والذى يهدف إلى تصميم نظام تعليمى جديد ومبتكر لتنشئة أجيال مصرية تمتلك مهارات القرن الحادى والعشرين والقدرة على التعلم مدى الحياة، موضحاً أن هذا النظام الجديد سيتم تطبيقه بالتوازى مع تطوير النظام الحالى والذى سيظل مستمراً لمدة 12عاماً قبل أن يتم الانتقال إلى النظام الجديد بالكامل
وقد كلف الرئيس المجلس بوضع برنامج متكامل لانتقاء ورعاية الطلاب النابغين وخاصة من أبناء القرى المصرية فى الصعيد والدلتا، مشيراً إلى أنهم نواة حقيقية للنهضة العلمية والفكرية فى مصر.
وذكر السفير علاء يوسف أن الاجتماع تطرق إلى عدة موضوعات أخري، من بينها طرح أفكار ومقترحات تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين ولا سيما فى مجال الهندسة الذى يرتبط بالعديد من القطاعات الحيوية فى الدولة مثل النقل والإسكان والصناعة والصحة. وفى هذا الإطار، وافق الرئيس على مقترح تم التوصل إليه بالتنسيق بين الكليات والمعاهد الهندسية وبين نقابة المهندسين, يقضى بضرورة حصول طلاب كليات الهندسة على تراخيص مزاولة المهنة من خلال اختبارات فى أساسيات العلوم الهندسية قبل الحصول على شهادة التخرج الجامعية لضمان جودة أدائهم وإلمامهم بمختلف الجوانب الهندسية بما يساهم فى إتاحة فرص عمل مناسبة لهم فى مصر والخارج.
وفى سياق متصل استمع الرئيس إلى مقترحات لإنشاء مدينة العلوم للبحوث الالكترونية والتى تستهدف ربط مخرجات البحث العلمى بقطاع الصناعة بما يساهم فى تحسينه وتطويره بشكل مستمر. وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أكد أهمية قيام المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى بإيلاء الاهتمام للتعليم الفنى والعمل على تطويره وفقاً لأحدث المعايير المعمول بها وربطه بسوق العمل وإكساب الدارسين فيه المهارات العملية اللازمة للقيام بوظائفهم على الوجه الأكمل.